ليبيا: على من يعول القذافي للبقاء في السلطة؟
ولا يمثل الجيش الليبي الرسمي سوى كيانا رمزيا، فهو جيش ضعيف لا يزيد قوامه على 40 الفا من الجنود ضعيفي التسليح والتدريب. ويعد هذا جزءا من استراتيجية القذافي طويلة الامد لاستبعاد خطر حدوث انقلاب عسكري، وهي الطريقة التي وصل بها القذافي للسلطة عام 1969.
وعلى هذا لا يعد تمرد بعض عناصر الجيش وانضمامهم للمتظاهرين في بنغازي تهديدا للعقيد القذافي. فهو ليس فقط في غنى عنهم، ولكن جهازه الأمني لم يتردد في شن هجمات جوية على ثكناتهم في شرق البلاد المتمرد.
فماذا إذن الذي يدعم نظام القذافي ويمكنه من البقاء في السلطة بينما فر اثنان من الزعماء المجاورين وسط زخم للتغيير في الشرق الأوسط.
الأمن الداخلي
مثل الكثير من دول المنطقة، فإن ليبيا يوجد لديها جهاز أمن داخلي وحشي واسع التغلغل وذو امكانيات واسعة على غرار قوى الأمن الداخلي في ألمانيا الشرقية أو في رومانيا في عهد تشاوشيسكو، حيث لا يجرؤ أحد على انتقاد النظام علنا خوفا من الإبلاغ عنه للشرطة السرية المخيفة.وأثناء زياراتي لليبيا وجدت انه من الصعب أن يتحدث المواطن العادي للصحفيين، حيث تنتشر اعين الحكومة وترقب ما يقال وما يحدث.
وقد عمل بعض من أبناء القذافي في الامن الداخلي ولكن الشخصية الرئيسية في الجهاز الامني الليبي الآن هو عبد الله السنوسي صهر القذافي.
ويشتبه بصورة واسعة أن السنوسي، الذي عرف ببطشه، هو القوة المحركة في قمع الاحتجاجات خاصة في بنغازي وشرق البلاد.
وطالما ينصح السنوسي القذافي بالصمود في وجه المتظاهرين، فإن الفرصة ضئيلة في تنحي القذافي.
القوات شبه العسكرية
يوجد لدى ليبيا عدد من "الألوية الخاصة" التي تحصل على توجيهاتها من اللجان الثورية التابعة للقذافي وليس من الجيش.ويعتقد أن أحد هذه الألوية يقوده هنبعل القذافي ابن معمر القذافي الذي اشتبك مع الشرطة السويسرية بعد مزاعم باسائته إلى الخدم في فندق هناك.
وإذا غيرت القوات شبه المسلحة ولاءها وانضمت إلى المتظاهرين، فإن هذا سيقوض قدرة القذافي على البقاء.
المرتزقة
يمثل المرتزقة جانبا من أكثر الجوانب فزعا في الانتفاضة الليبية.توجد تقارير متواصلة أن نظام القذافي يعتمد على مرتزقة افارقة خاصة من تشاد والنيجر للتصدي بصورة وحشية للمتظاهرين المدنيين.
ويقول شهود إن المرتزقة يطلقون النار من اسطح المباني على المتظاهرين تنفيذا للاوامر التي رفض الجنود الليبيون تنفيذها.
وقد وثق القذافي أواصر صلاته بالدول الافريقية بعد أن نأى بنفسه عن الدول العربية ويوجد نحو 500ألف افريقي داخل ليبيا التي يصل تعدادها الى 6 ملايين نسمة.
وعدد الافارقة الذين يعملون كمرتزقة لصالح القذافي محدود للغاية ولكنهم يدينون بالولاء التام له.
القبائل
ليبيا، مثل اليمن والعراق، دولة قد يحدد فيها الانتماء القبلي الولاء السياسي، ولكن ليبيا الآن اقل قبلية من عام 1969 عند تولي القذافي السلطة.وينتمي القذافي لقبيلة القذاذفة، وقد ولى القذافي الكثيرين من أبناء قبيلته مراكز سيادية في النظام بما في ذلك وظائف متعلقة بأمنه الشخصي.
وكما كان من صدام حسين وعلى عبد الله صالح, فإن القذافي اجاد تأليب القبائل على بعضها البعض حتى يضمن ألا يشكل اي من زعماء القبائل تهديدا لنظامه.
ويتكهن المراقبون للشأن الليبي أن القذافي سيحقق نبوءته الخاصة بوقوع حرب أهلية وأن يقوم بتسليح القبائل التي تدين بالولاء للنظام لإخماد المظاهرات التي أدت لفقده السيطرة على شرق البلاد.
